رجح المؤرخون أن مصر هى أول منطقة عاش الإنسان على أرضها، وأنها أول دولة فى العالم كان لها نظام وإدارة ودولة، فبحكامها وشعبها العظيم وطبيعة أرضها صنعت فى مصر أول حضارة فى التاريخ، ألا وهى الحضارة الفرعونية القديمة، وما تلاها من حضارات أخرى كالحضارة الأغريقية والرومانية والقبطية والإسلامية. وكل هذه الحضارات وضعت الأساس الراسخ والمتين لتاريخ مصر، بفضل حكامها المخلصين، الذين إعتلوا عرش مصر، وعاش معظمهم فى حروب من أجل وحدة واستقلال مصر، والدفاع عنها ضد الغزاة والطامعين. وسوف نتناول فى كتابنا هذا في الجزء الأول فيه فترة من أهم فترات مصر، ألا وهو عصر الفراعنة الذى يبدأ من عام 3100 قبل الميلاد حتى 1580 قبل الميلاد، وهو تاريخ بداية عصر الإمبراطورية المصرية، ويعتبر هذا هو الجزء الأول فى مؤلفنا الموسوعى الذى سنتناول فيه بعد ذلك أجزاء أخرى من كل عصور مصرنا الحبيبة. وصنعت مصر فى هذه الفترة، وبفضل ملوكها، الذين إعتلوا عرش مصر، أعظم حضارة فى التاريخ، ألا وهى الحضارة الفرعونية القديمة، ومرت فيها مصر بعصور إزدهار وعصور إنتقال، وتأسست خلالها سبعة عشرة أسرة من الحكام حتى عام 1580 قبل الميلاد. وسوف نتناول هنا حكام مصر خلال كل العصور التى مرت بها البلاد فى هذه الفترة ونذكر أشهر هؤلاء الحكام بشىء من التفصيل: أولاً: العصر العتيق (من نحو 3200 ق.م – 2690 ق.م): ويشمل:- 1. الأسرة الأولى وتتكون من ثمانية ملوك. 2. الأسرة الثانية وتتكون من تسعة ملوك. ثانيا: عصر الدولة القديمة (من نحو 2690 ق.م – 2180 ق.م): وهو عصر وبُناة الأهرام ويشمل: 1. الأسرة الثالثة: وتتكون من خمسة ملوك. 2. الأسرة الرابعة وتتكون من سبعة ملوك. 3. الأسرة الخامسة وتتكون من تسعة ملوك. 4. الأسرة السادسة وتتكون من خمسة ملوك. ثالثا:عصر الانتقال الأول من (2280 ق.م – 2060 ق.م): وتميز هذا العصر بالتدهور الاقتصادى وإندلاع الثورات ضد الحكام والإقطاع وإن كان إزدهر فيه الأدب المصرى القديم ويشمل هذا العصر:- 1. الأسرة السابعة. 2. الأسرة الثامنة. 3. الأسرة التاسعة. 4. الأسرة العاشرة. وهم ملوك غير معروفين ولم يتركوا فى التاريخ المصرى علامات مضيئة أو أثار تذكر، ويتميز هذا العصر بالتدهور الإقتصادى وإندلاع الثورات ضد الحكام والإقطاع وإن كان قد إزدهر فيه الأدب المصرى القديم. رابعا: عصر الدولة الوسطى (2060 ق.م – 1785 ق.م): وتميز هذا العصر بتوحيد أقاليم الدولة والاستقرار والرخاء. 1. الأسرة الحادية عشر وتتكون من ثمانية ملوك. 2. الأسرة الثانية عشر وتتكون من ثمانية ملوك. خامسا: عصر الإنتقال الثانى (من 1785 ق.م - 1580 ق.م ) 1. الأسرة الثالثة عشر. 2. الأسرة الرابعة عشر. 3. الأسرة الخامسة عشر. 4. الأسرة السادسة عشر. 5. الأسرة السابعة عشر. وفيه كانت الفوضى والاضطرابات تعم البلاد بعد إحتلال الهكسوس لمصر ما يقرب من مائة وخمسون عاما، وفى هذا العصر عرفت مصر العجلات الحربية وإزدهرت الروح العسكرية وإستطاعت مصر فى عهد الأسرة السابعة القضاء على المحتلين من الهكسوس. سوف نتناول فى الجزء الثاني من أهم فترات مصر أيضا، وهي من بداية الدولة الحديثة للفراعنة من عام 1580 قبل الميلاد ويستمر حتى عام 332، من تاريخ عصر تكوين الإمبراطورية المصرية وبداية الأسرة الثامنة عشر، ويعتبر هذا هو الجزء الثاني فى مؤلفنا الموسوعى الذى سنتناول فيه بعد ذلك أجزاء أخرى من كل عصور مصرنا الحبيبة. وسوف نتناول هنا حكام مصر خلال كل الأسر التى مرت بها البلاد فى هذه الفترة ونذكر أشهر هؤلاء الحكام بشىء من التفصيل: (وهي من الأسرة الثامنة عشرة حتى الأسرة الواحدة والثلاثين وهي نهاية حكم الفراعنة في مصر). أولاً: عصر الدولة (مصر الإمبراطورية) (1580 ق.م – 1085 ق.م) ويشمل هذا العصر: 1. الأسرة الثامنة عشر [1580 – 1314ق. م] وتتكون من 14 ملك. 2. الأسرة التاسعة عشر [1314 ق.م- 1200ق.م] وتتكون من11ملك. 3. الأسرة العشرون [1200 - 1085 ق.م] وتتكون من 7 ملوك. وفى هذا العصر حدث تطور كبير بعد طرد الهكسوس وتكونت الإمبراطورية الفرعونية المصرية بعد فتح فلسطين والمناطق السورية، حتى نهاية نهر الفرات، وإمتدت حتى الشلال الرابع بالسودان، وكانت مصر مزدهرة بالنمو والرخاء والرفاهية والثراء، وحدث تطور فى شتى المجالات فى الفنون والعلوم والتجارة الداخلية والخارجية وبناء المعابد كالكرنك والأقصر ووحدانية الإله على أيدى أخناتون. ثانياً: عصر الإنتقال الثالث " العصر المتأخر " (1085 ق.م – 332 ق.م) ويضم من الأسرة الحادية والعشرين وينتهى بالأسرة الحادية والثلاثين، وفيه تأخرت أحوال البلاد، وإنفصلت الدول التى كانت تابعة للإمبراطورية المصرية، وطمع فى مصر الليبيون والنوبيون، فحكموا مصر بعض الفترات، كما إحتلها الفرس إلى أن غزاها الاسكندر الأكبر. 1- الأسرة الحادية والعشرين [1085 ق.م – 950 ق.م] وتضم سبعة ملوك. 2- الأسرة الثانية والعشرين [950 ق.م: 730 ق.م] وتضم 9 ملوك من الليبيين. 3- الأسرة الثالثة والعشرون [817 ق.م – 730 ق.م] وتضم 6 ملوك. 4- الأسرة الرابعة والعشرون [730 ق.م – 715 ق.م] وتضم ملكين فقط. 5- الأسرة الخامسة والعشرون وتضم خمسة ملوك. 6- الأسرة السادسة والعشرون [من 663 ق.م – 525 ق.م] وتتكون من ستة ملوك مصريين استعادوا حكم البلاد بعد طرد النوبين وفى عصر هذه الأسرة إزدهرت الحضارة المصرية وانبعثت التجارة الخارجية. 7- الأسرة السابعة والعشرون [525 – 404 ق.م] وتتكون من 5 ملوك من الفرس هم: 1- قمبيز 2- دارا الأول [داريوس الأول] 3- جزركسس الأول 4- أرتكرزكسس 5- دارا الثانى [داريوس الأول]. 8- الأسرة الثامنة والعشرون [404 ق.م إلى 398 ق.م] وتتكون من ملك مصرى واحد هو أميرتى الذى إنتزع السلطة من الفرس وحكم مصر. 9- الأسرة التاسعة والعشرون [398 ق.م إلى 378 ق.م] وتتكون من أربعة ملوك. 10- الأسرة الثلاثون [من 378 ق.م إلى 341 ق.م] وتتكون من ثلاث ملوك، آخرهم الملك نكتانبو الثانى " نقطانبو الثانى " وهو آخر ملك فرعونى حكم مصر. 11- الأسرة الحادية والثلاثون [341 ق.م إلى 332 ق.م] وتتكون من ثلاث ملوك من الفرس هم: 1- أرتكرزسس الثالث [أوخوس]. 2- أرسيس. 3- دارا الثالث [كودومان]. ندعو الله عز وجل أن نكون قد وفقنا فى إلقاء الضوء على رجال حكموا مصر ونهضوا بها وصنعوا حضارتها إلى أن غزا مصر الإسكندر الأكبر عام 332 م. وفي خلال حكم الأسرة الواحدة والثلاثون في مصر وصلت الثقافة الإغريقية قمتها في السمو من حيث الديمقراطية الأثينية وكان هذا السمو سبب بداية السقوط إذ أخذ الإغريق يتنافسون فيما بينهم ويهدمون ما بنوه بالحروب الداخلية ثم انتقلت بعد ذلك للمرحلة الهيلانستيكيه وفيها شهدت إنحطاط المدن الإغريقية وحكوماتها وفقدها استقلالها على يد الإمبراطوريات القارية الجديدة التي تألفت من امبراطورية الإسكندر الأكبر بعد مماته . والتي بإنتهاء حكم الفراعنة عام 341 ق.م قام الفرس بالاستيلاء على مصر مره ثانية أخذوا يهددون المدن اليونانية إلى أن تصدى لهم الاسكندر المقدوني وقام بالاستيلاء على هذه المناطق وقام بغزو مصر وطرد الفرس منها عام 332 قبل الميلاد وأنشأ مدينة الإسكندرية وجعلها عاصمة لمصر وبعد وفاته عام 323 ق.م قام قواد جيوشه بإقتسام الامبراطورية التي أسسها فيما بينهم وكانت مصر من نصيب القائد بطليموس بن لاجوس الذي أسس أسرة البطالمة والذين تناوبوا على حكم مصر حتى عام 30 قبل الميلاد إلا أن أصبحت مصر تحت حكم الرومان عندما دخل أوكتافيوس وجيوشه المنتظرة إلى الإسكندرية عام 30 قبل الميلاد وانتحر ماركوس أنطونيوس ثم كيلوباترا وبذلك أصبحت مصر رسمياً تحت الحكم الروماني وأعلن الإمبراطور أغسطس ضم مصر إلى الإمبراطورية الرومانية وكانت تتبع للإمبراطورية مباشرة وليس للسناتو وذلك لأهميتها ثم انقسمت الامبراطورية الرومانية إلى الامبراطورية الرومانية الشرقية وكانت القسطنطينية عاصمة لها وكانت مصر من نصيب الامبراطورية الرومانية الشرقية "البيزنطينية" من عام 323 ميلادية وظلت تحكم مصر إلى أن ظهر على مسرح الأحداث العالمية دولة جديدة في الشرق هي الدولة العربية التي حملت ديناً جديد هو الإسلام وكان دخول مصر في الدولة العربية " الإسلامية على يد عمرو بن العاص سنة 640 ميلادية